الإمام الصدر لا يزال مخطوفاً.....
د.نسيب حطيط
أسقط القذافي وقتل وتم سحله.... سقط النظام واعتقل إركانه وسيف الإسلام القذافي ينتظر محاكمته... والإمام الصدر ورفيقيه لا زالوا مخطوفين.
اختطف إمام المقاومة قبل 36 عاماً والمقاومة لم تنطفئ بل زادت شموخاً وقوة ومنذ سنين اختطف مهرجان الإمام الصدر من التكفيريين ولإتقاء الإنتحاريين منهم تم إلغاء المهرجان للعام الثاني وإن طالت الحرب مع التكفيريين سيغيب المهرجان – الذكرى ويصبح الإمام الصدر وذكراه مخطوفين!!
والسؤال المطروح لجهة قضية الإمام الصدر هل نحن مقصرون أو قاصرون ؟
وهل هناك متآمرون من مرحلة الخلاف بين الإمام الصدر والحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية في الحرب الأهلية اللبنانية ؟
وهل أن المشروع الأميركي الصهيوني شن حرباً إستباقية على المقاومة في لبنان فخطف مؤسسها ليمنع خطرها في المستقبل وتم تكليف القذافي بذلك ؟
وضمن جردة حساب ونقد ذاتي حول التعامل مع قضية الإمام الصدر ورفيقيه منذ الإختطاف حتى الآن نرى أن هناك تقصيراً وقصوراً وبعض تآمر وإهمال وفق الآتي:
الدولة اللبنانية: لم تتعامل الدولة اللبنانية مع القضية بالمستوى اللائق والمطلوب بما يمثله الإمام الصدر من قيمة وطنية وإنسانية للسلم الأهلي والعيش المشترك والمقاومة ولا حتى كمواطن ،فهي لم تقطع العلاقات مع نظام القذافي ولا حملت القضية إلى المؤسسات الإقليمية (جامعة الدول العربية) أو الدولية (مجلس الأمن.. محكمة العدل الدولية... المحكمة الجنائية...) فيما سارعت الحكومة اللبنانية وخالفت الدستور بالمحكمة الدولية الخاصة بالشهيد الرئيس الحريري وصرفت الأموال وسارعت لتسمية المطار والجامعة والمستشفى وغيرها بإسم الشهيد الحريري (وأنا أحيي أنصاره ومحبيه) الذين استطاعوا إحياء قضيته وذكراه وضغطوا على الدولة بينما كنا نحن مقصرين في ذلك ولم نستطع فعل أي شيئ أو لم نرد ذلك!!
الطائفة الشيعية وأحزابها: هناك تقصير حقيقي على مستوى الأفراد أو الهيئات والأحزاب فقضية الإمام الصدر ليست قضية حركة أمل و المجلس اشيعي فقط وإنما قضية كل مسلم شيعي تحرك الإمام الصدر لرفع الحرمان والظلم عنه ولتأمين بندقية لحماية نفسه من الإعتداءات الإسرائيلية أو فتح له الطريق للتحصيل العلمي أو الوظيفة وفي الأساس إستعادة الثقة بالنفس وإستعادته إلى المواطنة والدولة التي لم تعترف به يوماً...
اعتقد ان واجب كل مسلم شيعي مهما كانت عقيدته السياسية التعامل مع الإمام الصدر كما كل الشهداء ومهما كانت أسماؤهم أو أحزابهم، بأنهم شركاء في رواتبنا و حقولنا و مصانعنا و عزتنا وكرامتنا، فلولاهم لكنا تحت الإحتلال الإسرائيلي أو المتعدد الجنسيات... فالإمام الصدر مثال المجاهد والمناضل الثوري بلا حدود يرفع لواء المحرومين بلا مذاهب أو طوائف أو قوميات والعتاب للطائفة وأحزابها قبل الآخرين لأنهم الأكثر مسؤولية في حماية إرثه وذكراه مع وجوب التذكير ،فالمؤمن مرآة أخيه:
- لم يطلق إسم الإمام موسى الصدر على أي مشروع رسمي سوى طابع بريدي يتيم!
- لم يطلق إسم الإمام موسى الصدر على أي مشروع أهلي-حزبي..إلاالقليل!
ونتساءل لماذا لا يطرح إسم الإمام الصدر على مشروع الليطاني الذي عمل من أجله...؟
ولماذا لا تبنى مكتبة وطنية عامة بإسمه وهو رجل الفكر والإنفتاح والمقاومة ضد العزل والتكفير والعصبية؟
أمور كثيرة يمكن أن توفي الإمام الصدر بعضاً من حقوقه علينا جميعاً ولكن ما شجع الآخرين على إهمال قضيته تعاملنا نحن مع هذه القضية، فتصوروا أنه لم يطلق إسم الإمام الصدر على قاعة في المجلس الشيعي أو كلية في الجامعة الإسلامية خاصة كلية الدراسات الإسلامية (مع التوضيح أن فرع الجامعة في صور أقيم بدلاً عن معهد الإمام الصدر)
الإمام الصدر لا زال مخطوفاً... والخوف أن ننساه وننسى وصاياه ،فإذا كان متعذراً إقامة إحتفال لأسباب أمنية فلا بد من التفتيش عن وسائل أخرى لتثبيت الذكرى على مستوى وطني ودولي ... حتى لا ننسى.